السكوت أرحم
( السكوت أرحم ولا الشكوى لظالم )
( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب )
في كثير من الأحيان يكون ( السكوت أرحم
) من الكلام وهو أسهل وأفضل لغة نتعامل بها مع بعض العقول المتحجرة والتي
نواجه منها المصاعب والمصائب والمتاعب خاصة ممن لا يرغبون بالاستماع لنا
فنختار الطريق الأسهل للتعامل معهم وهو ( السكوت أرحم
) هناك من يطالبوننا بالإنصات والاستماع لهم ولكن عندما نتكلم ونبدي لهم
الرأي ووجهة النظر سرعان مانشاهد منهم إغلاق مسامعهم وعدم الرغبة بالاستماع
لحديثنا فنختار ( السكوت أرحم
) عندما نتكلم ونشكي متاعبنا وهمومنا للغير ولم نشاهد من يفهمنا ويأخذ
بأيدينا بل نشاهد من يسقط من مكانتنا ويهين كرامتنا فلا خيار لنا غير ( السكوت أرحم ) عندما نقدم النصيحة للمخطئ ولم يتقبل نصائحنا ولا يبالي لنا ويتعامل بالعناد والغرور والكبرياء ( السكوت أرحم ) وعندما نسمع للغير ونحترم منه الرأي ووجهة النظر ولم يسمع لنا ولم يتقبل حديثنا والدفاع عن أنفسنا ( السكوت أرحم ) وعندما تتساقط دموعنا وتنهمر كالمطر ولم نشاهد من يمسح دموعنا ويخفف أحزاننا ( السكوت أرحم ) وعندما نشاهد الظلم ممن حولنا وعندما نعطي ونضحي ولم نشاهد الإخلاص لنا مقابل عطائنا وتضحياتنا ( السكوت أرحم
) لا شك أننا اليوم نعيش في عصر المصالح وحب الذات ، فقدنا العطاء
والتضحيات حتى أصبحنا لا نميز من حولنا ، فقد لا نتوقع ولا نتصور منهم بعض
العبارات والأفعال التي تسيء لنا منهم وتسقط من شخصيتهم ومن مكانتهم في
حياتنا ( السكوت أرحم ) وللأسف نشاهد من يضحك في
وجوهنا وفي داخل قلوبهم الحقد والحسد ، فمن أمامنا نشاهد منهم الإشادة
والمديح ، ومن خلفنا نسمع منهم الإساءة والتجريح ( السكوت أرحم ) فنحتار ماذا نعمل معهم هل نواجههم وندافع عن أنفسنا منهم ؟ أم نتركهم ونبتعد عنهم ونختار ( السكوت أرحم
) ؟ فلا يجب أن نتعب أنفسنا ولا نمرض قلوبنا مع من لا يستحق منا التفكير
فيه والزعل منه ويجب أن نزرع الثقة في أنفسنا وأن نرفع رؤوسنا لأننا أرقى
من أن نتعامل مع أشخاص لا يستحقون أن تسقط دموعنا عليهم ( السكوت أرحم
) فلا نجعل للأحزان والهموم مكانة في قلوبنا ولا تضيق بها صدورنا ، وعلينا
أن نبتسم ونضحك ونرمي بالمتاعب خلف ظهورنا فالدنيا لا تساوي دمعتنا
الغالية ( السكوت أرحم ) فكم من مريض ينام اليوم
فوق السرير الأبيض بسبب الزعل ؟ وكم من حزين رحل عن الدنيا ولم يتذوق طعم
السعادة ؟ وكم من إنسان اليوم تحت التراب رحل من الدنيا وأخذ معه الهموم
والأحزان ؟ فإلى متى نتكلم ونشكي متاعبنا وهمومنا للغير ولم نشاهد من
يفهمنا ويأخذ بخاطرنا ؟ بأيدينا نزرع السعادة وبأيدينا نحصد ثمار الراحة
والاستقرار ، فلا نزعل ، ولا نبكي ، ولا نحمل الأحزان في قلوبنا ممن لا
يعرفون مكانتنا ويهينون كرامتنا فلا خيار لنا غير ( السكوت أرحم ولا الشكوى لظالم ) .