قصة مثل :[جزاء سنمار..]
تتعدد الامثلة عند العرب وغالباً ما كانت
تأتي ثمرة تجربة واقعية من مشاهد الحياة
ومنها مثل : جزاء سنمار..؛فمن هو سنمار هذا..؟وما هو هذا
الجزاء الذي صار مضرباً
للمثل.؟القصة كما جاءت بها كتب السيَر أنُ امارة الحيرة
و كان سكانها من بني لخم
و هم مزيجٌ من قُظاعة و الازد الذين هاجروا من اليمن بعد
انهيار سد مأرب ؛وكانت الحيرة
تابعة لدولة الفرس و كان على رأسها في ذلك الوقت النعمان
بن امرؤ القيس بن عمر
اللُخمي ؛ وكان يطلق عليه ملك العرب تقول كتب السيَر أن
ملوك و أَمراء العرب كانت
عطاياهم كثيرة ،وشملت من هبُ و دب كانوا يحفظون الجميل
لمن صنعه ،ولكن قصتنا
هذه تظهر كيف كان العطاء العربي ورد الجميل كما تتجلُى
لنا شيمة مميزة من شيم
العرب.
أراد النعمان أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفخر به على
العرب ، ويفاخر به أمام الفرس
حيث كان ابن ملك الفرس سيقيم بهذا القصر؛ وقد كانت
الحيرة تابعة للفرس مَلكها
وسكُانها .
وقع اختيار النُعمان على سنمُارلتصميم وبناء القصر و قيل
أنُ سنمُار هذا كان رومياً مبدعاً
في البناء ؛استدعى النعمان هذا البنُاء أو المهندس
وكلُفه ببناء قصر ليس له مثيل ، يليق بسيده والذي سينزل فيه
وغالب الظن انُ سنمُار
طارت به أحلامه و آماله في عطية ملك العرب
بعد أن يبني له القصر الاعجوبة، استغرق سنمُار في بناء
هذا القصر عشرين سنة ويقال
ستين سنة[وهذا غير مقبول
لانُ النعمان توفي في عمر الثمانين]
انتهى سنمُار من بناء القصر وأطلقوا عليه اسم:الخَوْرَنق ،وكانت الناس تمرُ به وتعجب
من حسنه وبهائه ،اكتمل القصر في أبهى حلُة من فنُ
العمارة وجاء النعمان ليعاين
البناء ،استعرض القصر و طاف بأرجائه ، ثمُ بعد حوار قصير
مع سنمُار أمر النعمان رجاله
بالقائه أي سنمُار من أعلى القصر فرميَ به ليستقرُ جثة
هامدة بلا حراك
ولكن ماذا دار بينهما من حوار حتُى انتهى بقتل سنمُار
يقال أنُ سنمُار قال للنعمان : اما والله لو شئتُ حين
بنيتُه جعلته يدور مع الشمس اينما
دارت ،فسأله النعمان :انُك لتحسن أن تبني أجمل من هذا
.
و يقال أنُ سنمُار قال له :اني أعرف موضع آجرة -يعني حجرة أو طوبة-لو زالت انقضُ
القصر من أساسه ،فقال له أيعرفها أحد غيرك..؟قال : لا
قال النعمان :
لأدعنُها وما يعرفها أحد فأمر به فقُدف من أعلى القصر
فقضى.