لا تبكي يا شام
لا يليق ُ بمقلتيك الدمعُ ممزوجا ً دما
كفكفيه اليوم َ وابتسمي لشمسك ِ كي تطل
ويمحو سناها من سمائك عتمة َ غاسق ٍ و قبا
كـُرما عيون ِ المجد ِ تـُهدي للجنان ها دمشق
أفواجا ً من الشهداء أفواجا
فلا تهني ولا يأخذ سِجالُ الدمع من عينيك مجراه
كم في الدهر من عاد ٍ قصمت ِ ظهرهُ بالنصر
وكم في الدهر من باغ ٍ رددت ِ كيدهُ في النحر
ولو حملت متونُ الدهر ِ ما حملت متونُ الشام
لأنقضَ نائبُ البلوى ظهورَ الدهر
لكنها دمشقُ الشام
ليس يهزُها عصفُ البلايا العاصفات
ولا يخبو لها شرفٌ , يمينُ الله ترفعه وترعاه
فلا أفواهُ من كذبوا, ولا أكفُ من غدروا ستطفئه
غداً يا شامُ لا ريبا ً ستبكي أعينٌ أبكت عيون الشام
غداً يا شام وعدُ الحق ِ, وعدُ الصدق ِ مفعولُ
بأن النصرَ آتينا مع الأيام تحمله
بأن الفجرَ غالبٌ لحالك الليل ِ الطويل
وإن غداً من يومنا هذا قريب
يوم سيعلمُ من في الكون كيف الشام تـُخرجُ للإباء ضُحاه
تـُلقي على الدنيا سلامَ الأنبياء
سلامَ دمشق من أزل ٍ إلى أبدٍ
يمرُ على بني الإنسان من جدٍ إلى ولدٍ إلى ولد
يجلجلُ بضمير الكون بأن في السماء مجدَ الله
وفي الأرض مجدَ الشام